ما أراه في المنام يتحقق في الواقع، أحلامي تتحقق دائما، تحقق الاحلام، علاقة الحاسة السادسة بالاحلام، الاحلام المباشرة، الاحلام الصادقة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين ، عالم الأحلام شاسع وواسع وفي نفس الوقت غريب ومبهم ، وتجد لكل شخص حكاية مع الاحلام أو له علاقة متميزة فهناك من تكون أحلامهم عبارة عن قصص و حكايات طويلة جدا، ومنها ما يتضمن المختصر المفيد، وهناك من يحلم بأكثر من حلمين في الليلة الواحدة، وآخرون نادرا ما يحلمون وهناك أناس تتحقق أحلامهم فورا وتقع كما رئيت في المنام او بعض منها ، وهدا ما سنحاول التعرف عليه في هذا المقال .
قد لا نجد تفسيرات علمية محددة لهذة الظاهرة لكن هناك نظريات تعطي تفسيرات أقرب إلى التقبل منها ما هو مرتبط بما هو نفسي أو ديني بحسب قناعات كل شخص وتأثره بمحيطه سواء صاحب اجتهاد أو الحالم نفسه.
الاحلام الصادقة رمز للتقوى والصلاح
قد نطلق على هدا الصنف من الاحلام بالأحلام الصادقة أو المباشرة وهناك من يربطها بتقوى الحالم وصلاحه، بالاعتبارها جزء من خصال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وهناك عدة أحاديث تشير إلى أن في بداية الوحي كان النبي عليه السلام يرى الرؤى فتقع كفلق الصبح، أي كما رآها تقع في الواقع، لكن هده المسألة ليست معممة وليست مقياس نقيس به درجة إيمان أو صلاح شخص ما لأنها تبقى خصوصية.
وهناك من يربط هده الحالات بالتقوى أو الورع أو التميز عن باقي الناس، لضنه أن الله اخصته بهده الأشياء لكن هذا غير صحيح دائما فقد نجد هده الحالات من وقوع وصدق الأحلام لدى جميع البشر باختلاف طبائعهم ومظاهرهم أما علاقتهم مع الله فلا أحد يعلم كيف هي.
أحلام أصحاب الحاسة السادسة
إحدى تعريفات الحاسة السادسة هي القدرة على استشعار الأحداث قبل وقوعها، خارج نطاق الحواس الخمس أي يكون إحساس داخلي سواء بفرحة أو حزن يعقبه مباشرة في نفس اليوم أو الايام الموالية وقوع حدث له نفس الدلالات.
وبما أن الأحلام انعكاس للواقع فمن الطبيعي أن تكون لهؤلاء الأشخاص أحلام متميزة تتأثر بحالتهم فتكون أحلامهم شبه حقيقة سواء المبشرة منها أو التحذيرية والأمثلة عديدة في هدا الباب.
يبقى السؤال هل هده الاحلام تؤكد إن للحالم حاسة سادسة أم العكس أو أصحاب الحاسة السادسة تكون لهم هده الاحلام ، الإجابة هدا السؤال هي كمن يبحث عن من سبق الأول هل الدجاجة أم البيضة، أي أن الأمر مرتبط ارتباط جدلي وقد لا نتأكد من حدوث أو تحقق هده الأحلام دائما وحتى في مجال تفسير الأحلام دائما نفسر الحلم انطلاقا من الرموز المتواجدة فيه وكدا حالة الرائي وسياق الحلم ونفسره كباقي الأحلام إلا في حالة معرفتنا الجيدة بالحالم وقدراته في استشعار الأحداث فقد نعطي له هده الاحتمالات.
الاحلام المباشرة مجرد مصادفة
ليس بالضرورة أن يكون لهده الاحلام ارتباط بالحاسة السادسة، فمن الممكن أن تصادف اشخاص عاديين جدا تصدق لديهم هده الأمور، وغالبا ما نستغرب من تحقق مثل هده الاحلام كأن نرى مثلا شخصا في الحلم ونلتقي به في الغد أو نحلم بأكل نوع من الطعام وفي الغد نأكله هده الحالات كثيرة و تقريبا كل واحد ما له حكاية في فترة ما.
ماذا نفعل عند تكرار هده الأحلام
يبقى السؤال مطروح لدى الأشخاص الدين يتكرر لديهم تحقق أحلامهم في الواقع خصوصا تلك التي لا تحتاج إلى تفسير أو تأويل وتكون مباشرة، وتكون الحيرة أكثر عندما تتضمن الأحلام تحذيرات أو انباء سيئة او تنبؤ بأحداث مؤلمة مما يجعل حياة الرائي في قلق دائم حتى تصل في بعض الأحيان تجنب النوم خوفا من رؤية أحلام مفزعة تتحقق لاحقا.
إدن كيف نتصرف
أولا يجب أن يدرك الحالم بأن هده ميزة وجب استغلالها بشكل إيجابي أي أن التنبؤ بأحداث ولو كانت مؤلمة هي من ألطاف الله سبحانه وتعالى بتخفيف الصدمة وتهيئك بشكل تدريجي لتقبل داك الحدث سواء تعلق بك أو بمحيطك.
ثانيا التشبع بالإيمان والتصديق بأن مشيئة الله هي المتصرفة وأن ما رأيته في المنام إن تحقق فهو ما كان لتتفاده لكن لا نستسلم للأحلام فالإيمان بالوقائع هو الاساس وليس بما جاء في الاحلام.
ثالثا نضع دائما أمامنا بأنها مجرد أحلام وقد يكون للشيطان يد فيها.
رابعا التدرب على تمارين رياضة النفس والتأمل حتى تكون مستعد لتقبل كل جديد حياتك بشكل مطمئن ومريح.
خامسا في حالة ما إدا سببت لك هده الاحلام متاعب فنصيحة بالابتعاد بشكل لكي عن الخوض في مجال الاحلام أو تفسيرها أو مناقشتها حتى تتمكن من التهيؤ نفسيا لتقبلها وهده الطريقة مجربة وتعطي نتيجة إيجابية وقد تغيب بشكل تدريجي الأحلام في نومك، والله تبارك وتعالى أعلم وأجل.