بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على مولانا رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ، أن ننام ونحلم هذا أمر عادي وطبيعي لكن كيف ننام وبما ذا نحلم هنا تطرح مجموعة من التساؤلات والاستفسارات خاصة إدا ما كان هناك اضطرابات في النوم أو كثرة الأحلام وغرابتها ، وهذا ما يجعل الشخص كيف ما كان وضعه إلا ويرغب في معرفة أسرار هذا العالم الغريب والإطلاع على ما تحمله من إشارات ومعاني .
الكثير من الأشخاص يكتنفهم الخوف من أحلامهم لما تحمله من رموز لها دلالات مخيفة كالموت ، والجن ، والشياطين والغرق وما الى غير ذلك مما يحذر منه في الواقع أو يتجنبه المرء أو حتى الحديث عنه مما يجعل الاحلام التي تتضمن هده الرموز مخيفة و تدفع الحالم البحث عن معرفة معانيها رغبة في الحصول على قسط من الطمأنينة والراحة النفسية .
التخوف من الأحلام أو الخوف من الاحلام يأتي من خلال ما ترسخ في ذهن العامة من تفسيرات حصرية أو خاطئة لبعض الرموز كلبس الأبيض للعازبة يفسر بموتها أو الفرح بالحزن أو الأفعى بالعدو إلى غير ذلك من الرموز التي يكون تأويلها شرا في بعض الحالات الحصرية ويتم تعميمها في جميع الحالات وهدا من الأخطاء الشائعة في طريقة التعامل مع الأحلام ، فكما ذكرنا في مناسبات عدة فالرمز لا يفسر مستقل عن الحلم فالسياق العام للحلم وكذا حالة الرائي هي من نحدد المعنى القريب للرمز .
نوع آخر من الحالمين دائم البحث عن معانى أحلامهم ضنا منهم أمها تحمل في طياتها تنبؤات مستقبلية ، وهذا ما يجعلهم في حيرة من أمرهم وفي انتظار لما تحمله هده الاحلام من إشارات للخلاص من واقع قد يكون غير مريح وغير مقبول و تكون الرغبة في التغيير ملحة لكن كيف ومتى تضل مجهولة ويبقى المنفذ الوحيد لمعرفة الحل هو الاحلام التي ربما قد تحمل له بعض من الامل في تحقيق أمانيه ، طبعا مثل هؤلاء الاشخاص لا ينطلقون في قراراتهم من فراغ فما أكثر ما يُتداول حول الاحلام من أقاويل وأمثلة وقصص حول ماهية وكذا أهميتها وتأثيرها على حياة الفرد و طبعا أي خطأ في التعامل مع هدا المعطى قد يكون له انعكاسات سلبية وقد يبقى في انتظار دائم لتحقيق حلم مما يفوت عليه فرصة تحقيق أشياء عدة في واقعه .
في بعض الحالات يكون كلام المفسرين سواء في الكتب أو المواقع الالكترونية أو الفضائيات ذا وقع كبير على الفرد خاصة إدا ما تم إدراجه في سياق ديني وفي حالات عدة تجد العديد من الناس تتخوف ليس من الحلم بل من دكر الحلم خوفا من تحققه إن كان يحمل إشارات سلبية وهدا قد ينعكس سلبا على نفسية الحالم وأي تعثر في حياته قد يرجعها الى الحلم فتكون لديه سلسلة من المخاوف تبدأ من الاحلام لتصل الى الواقع وهكذا دواليك .
في ضل هده المعطيات التي استقيناها من الواقع الدي نعيشه والتي من خلالها يتبين بأن التعامل مع الاحلام ينحصر في الاساس في تفسيرها ، وهذا ليس صحيحا وليس صحيا فالأهم من التفسير هو معرفة كيفية التعامل مع الاحلام ، لأن التفسير ليس مضمونا وليس قطعيا بل ينبني على الضن وأن التفسير ليس متاحا للجميع وأن أي رمز قد يحمل العديد من المعاني والإشارات وفي بعض الاحيان تكون متناقضة ، لذا وجب على الحالم أن لا يضع كل آماله في حلم وإنما الاحلام أو التفسير بالأخص نستأنس به فقط وأن والتعامل مع الواقع يجب أن ينبني على ما لدينا من معطيات على في الحقيقة وليس على ما نضن أنه رسالة في حلم .