تفسير الاحلام، الاحلام الجنسية، الرموز الدالة على الجنس، بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله
علاقة الجنس بالأحلام لها أوجه متعددة فهي إما تكون رموز ذات علاقة بالأعضاء التناسلية للرجل أو المرأة أو الحيوان أو تكون رموز دالة على الجنس أو ايحاءات أو ممارسات مرتبطة بممارسة هدا السلوك في الأحلام ويعتبر هدا الصنف من الاحلام دا تواجد مهم في أحلام المواطن العربي استنادا الى ما يصلنا من أحلام ورؤى من المتفاعلين معنا سواء في موقعنا أو قنوات التواصل الأخرى ، ونظرا لأهمية الموضوع وحساسيته واختلاط الامر البعض ارتأينا التفصيل وإبراز مختلف أوجه الاختلاف والتلاقي بين النظريات المتعددة في هدا المجال وسوف نتطرق في الجزء الأول الى الرموز الدالة على الجنس أو الرغبة الجنسية لدى الحالم .
والرموز الدالة على الجنس قد تكون بعيدة كل البعد عن ما هو متعارف عليه في اليقظة من أعضاء أو ممارسات أو إيحاءات جنسية ، و بحكم طبيعة مجتمعنا وثقافتنا فإننا نربط غالبية تفاسير تلك الرموز بالزواج بالمقابل نرى أن الباحثين المعاصرين أمثال ( سيمون فرويد ) يعزي الكل الى رغبات ومكبوتات جنسية لدى الحالم سواء أكانت امرأة أو رجل .تبقى نظريات سيمون فرويد في هدا المجال متميزة ولا يوجد إجماع حولها باعتبار أنه عمم وألصق كل الرموز التي يراها الحالم وربطها بالجنس سواء رغبات أو مكبوتات وهناك من الباحثين المعاصرين من يختلف معه بحكم أن الأحلام تتحكم فيها عدة رغبات أخرى فيزيولوجية ونفسية وكدا الرسائل التي قد تكون متضمنة للأحلام .
بالرجوع الى ما ورد عن الأئمة الاوائل في تفسير وتأويل الرؤى والأحلام نجد بأنهم كانوا أجرأ منا في التعامل مع مثل هده الأحلام وفي تسمية الأشياء بمسمياتها (( فابن سيرين لما عرضت عليه رؤية تلك المرأة التي في يدها إناء لبن ولما تريد الشرب يعجلها البول وتدهب للتبول ) فسرها بأن هده المرأة تشتهي الرجال وهي رغبة جنسية مكبوتة لديها بينما في زماننا لا نستطيع أن نعطي مثل هده التفاسير ونحاولها صبغها بالرغبة في الزواج أو قرب الزواج ، بالمقابل مجموع من الرموز التي تدل على الرغبة الجنسية نحاول التحايل عليها وإعطائها معاني تتقبلها ثقافتنا حتى وإن كانت مجردة غير ذات مدلول مباشر ، ومقارنة مابين تحليل فرويد للرموز وما لدينا من تفاسير وتأويلات نجد تقاربا ما بين الرغبات الجنسية والزواج .
- فعندما يفسر فريد العصا وجدع الشجرة والمظلة بالانتصاب وهي الرغبة الجامحة في الجنس نجد بأن في تفسرنا لهده الرموز شبه تقارب فالشجرة هي رجل والمظلة زوج .
- بالنسبة للأشياء الحادة كالسكين والرمح والخنجر والسيف والأعمدة فهي عند فرويد تمثل قضيب الرجل وعندنا في الغالب نفسرها بزوج .
- رمز الصندوق والخزانة والفرن عند فرويد هي الأعضاء التناسلية للأنثى بينما في تفسيرنا تمثل هده الرموز جزء من الحياة الأسرية .
- والغرفة بالنسبة لفريد فهى المرأة نظرا لمخارجها ومداخلها والغرفة بالنسبة لنا هي حياة خاصة .
- القفل والمفتاح يمثلان العضوان الذكري والأنثوي وظهورهم معا في الحلم إشارة الى العلاقة الجنسية هدا عند فرويد بالنسبة للتفسير المتعرف لدينا فيفسر بالزواج .
- الدخول الى عدة غرف عند فرويد معاشرة عدة نساء وهو رمز للزواج لدينا .
- وكذلك رمز الصعود والنزول أو الانحدار الشديد فقد يفسره فرويد بالفعل الجنسي بالنسبة لنا لا علاقة لهد ه الرموز بالجنس .
- القبعة أو الشماغ او الطرحة كلها رموز تشير الى الاعضاء التناسلية للذكر أو الانثى بالنسبة لفرويد وتعتبر في تراثنا رموز دالة على الزواج .
- وحتى المناظر الطبيعية من تضاريس متنوعة كالجبال والتجاويف قد ترمز الى الجنس سواء أعضاء أو ممارسات وبالنسبة لنا أيضا فالارض أمرأة والجبل أو الهضبة رجل .
- والحيوانات والسحالي والثعابين فهي عند فرويد رموز جنسية ونحن أيضا الأفعى هي امرأة والحيوانات غالبا نا تفسر بالزوج .
وقد لا تحصى الرموز الدالة على الجنس عند فرويد استادا الى أشكالها وأدوارها في الحياة
وقد لا نجد فرق بين تفسيرات فرويد وما لدينا كمسلمين وعرب من تفاسير وتأويلات باعتبار إن فرويد كان لا يؤمن بأن للأحلام رسائل مستقبلية وإنها تعبر فقط عن ما غاشه الحالم ويعيشه في لحظته وهدا ما جعل منتقديه كثر
وفي نفس الوقت يمكن افتراض نظرياته صائبة فالرعية في الجنس في لحظة معية قد تكون إحدى مسببات الزواج وهدا ما نفسر بهم معظم هده الرموز لأننا نؤمن بأن للأحلام رسائل موجه لنا تنبؤنا بمستقبلنا .
لدى فتواجد الرموز الدالة على الجنس في المنام ماهي الا رغبات ومكبوتات لدى الحالم تفضي في بعض الاحيان الى رسائل بتأطير هده الرغبات عبر مؤسسة الزواج والله تبارك وتعالى أعلم وأجل .